Skip to content

برهان غليون

December 5, 2011

مثل العادة أنا زلمة لا بفهم بالسياسة ولا بحب اللي خلقها. بس بظل الظروف يلي عايشينها، أبو شوكت صاحب البقالية يلي عندنا بالحارة – ويلي ما بيعرف الخمسة من الطمسة – صار محلل سياسي. فقلت لحالي ما حدى أحسن من حدى وخليني أنا التاني قول يلي عندي كمان.

أنا شخصياً من الناس يلي بيكرهوا التطرّف – ليش حدى شاف واحد عم بيقول أنا مع التطرف؟!!! القصد إنو أي فكرة بطرحها هي بهدف فتح باب الاحتمالات وعدم إغلاق الأبواب على أي شي ممكن إنو يكون أحسن من الشي المطروح على الطاولة. والشي المطروح سابقاً على هي الطاولة مو شرط هو الخيار الأفضل لمجرد إنو نحنا متعودين على هيك، أو إنو هيك شكلو أحسن، أو لأنو نحنا علقانين بصورة نمطية عن الشي الجديد ومو قادرين نطلع منها. وهي مشكلة الصور النمطية مشكلة كبيرة بس منبقى منحكي عنها بعدين لأنو هلأ مو وقتها. على كلّ، هاد مو موضوعنا بس وجب التقديم قبل ما نفوت بالموضوع طاول.

أنا بدي احكي هون عن السيد برهان غليون طول الله بعمره، أو قصفله ياه، أنا ما بيهمني لأنو ما بيقربني ولا بيمت إلي بصلة. بس أنا بدي إحكي عنه من منطلق إنو طلع بخلقتنا فجأة كشخص عم يمثّل مؤسسة عم يقولوا إنها عم تمثّل الشعب السوري. وأنا على آخر ما حرر، كنت مواطن سوري بامتياز فأكيد إلي علاقة بالموضوع. وغير هيك، وأنا متل ما حكيت إني بحب الخيارات والنوافذ والأبواب المفتوحة، فالسيد غليون والمجلس تبعه على الأقل عم بيكونوا خيار آخر للمواطن السوري يلي مو راضي عن النظام الحالي كثير. بس الصراحة من وقت ما صار اسم هالشخص عم يتم تداوله بالساحة ولهلأ ما قرأت عنه كلمة؛ عاطلة ولا منيحة. بس اليوم، من كثر ما استلموه لهالزلمة بعد مقابلته يلي عملها مع (الوول ستريت جورنال) واللي انحكى إنو هو صرّح فيها بإنو بكرة بس ليستلم بده يقطع علاقة سوريا مع إيران ويوقف دعم المقاومة وبدو يعمل سلام مع إسرائيل، حسيت إنو صار لازم نشوف شو حكى هالزلمة ونحلل وناخذ موقف واضح. هون ما عاد في داعي كون بفهم بالسياسة ولا لأ، لأنو هون صار عم ينحكى عن شخص ومجلس بلش ياخذ اعترافات فيه من المجتمع الدولي وعم يصرح عن مواقف مهمة باسم سوريا المستقبل.

وبالتالي، ما كان مني إلا إنو أخذت نص هالمقابلة وقعدت مخمخ عليها لشوف هالغليون شو قال وشو ما قال. وحبيت بهالعجالة شارككم ببعض النقاط يلي استوقفتني من باب إني وفر علّي ما بيحب أو مو قادر يقرا المقابلة كلها ومن باب إني حاول صحح ما يتم تداوله في الشارع السوري عن تصريحات هالزلمة الأخيرة والخطيرة. فإليكم التفاصيل..

زيارة روسيا

نقطة مهمة وتسجل لصالح الغليون لما سُئل عن الدور الروسي، قال إنو زيارة المجلس لروسيا كانت بهدف تجنيب سوريا التدخل العسكري الأجنبي وليست لإقناع روسيا بالتراجع عن الفيتو ليتم هذا التدخل. وهون يحضرني سكيتش لزياد الرحباني لما بيتعالق مع سلمى على الحزب الفلاني شو صرح على إذاعته فراح هي انبهرت كثير بالقيم يلي عم يحكوا عنها. طبعاً هاد الشي ما عجب أبو الزوز لأنو برأيه هاد حزب قوبة نصّابين ومو كل ما حدى حكى شي منروح نصدقه وخصوصاً إنو الكل بيعرف إنو الحكي ببلاش؛ وهاد بيت القصيد بالسكيتش وبحكينا هون. يعني غليون قال هيك، فهل هو صادق؟ ما منعرف، بس أخي سجلوها نقطة ومنبقى منشوف.

الجيش السوري الحر

على نفس النسق، هو حكى شي كمان على موضوع الجيش الحر وما منعرف قديش هو صادق. بس يلي حكاه بهالموضوع كمان بيتسجل نقطة لصالحه.

حسب السيد برهان، أهم نقطة تم الاتفاق عليها بين المجلس وبين الجيش الحر هي إنو الجيش الحر لازم ما يقوم بأي عملية هجوم على الجيش التاني – المو حر يمكن. وإنو الجيش الحر إذا عن جد بدو يلعب دور إيجابي ويكون متوافق مع القيم والمنطلقات تبع المرحلة القادمة يلي عم يحطها المجلس، فمهمة الجيش الحر لازم تنحصر بالدفاع عن المدنيين وقت الحاجة.

بس كوني صرت ذاكر نقطتين لصالح الغليون، صار لازم لاقي شي نقطة عليه (يعني هيك عم احكي كنت بيني وبين حالي أنا وعم اقرأ وحلل كلامه مشان ما يقولوا بكره إنو ليك كل اللي طلع معه هي نقاط لصالح هالزلمة ورح ينزله من السما). وبالفعل أنا وعم اقرأ بالسطر يلي بعده لقيت شي ما عجبني.

إنو يا أستاذ غليون، معقول انت التاني – الله يصلحك ويصلح غيرك ويصلحنا أجمعين – طلع معك إنو ما في شي أبداً اسمه عصابات مسلحة ولّا مؤامرة ولّا أي حدى عم يشتغل بالبلد من تحت لتحت؟ يعني يلي عم يعتدوا على الجيش والأمن ومرافق الدولة العسكرية والمدنية ما لهم متل ما قال النظام سلفيين مزبوط (هاد رأييّ طبعاً) بس كمان معقول ما فيهم مأجورين وعملاء أو غيره أو غيره؟ معقول هادول كلهم “منشقين عن الجيش ولكن غير منظمين” (على قول الغليون) وهدول عم بيقوموا بهجمات عشوائية أو في بعض الأحيان عمليات دفاعية وهي الهجمات والعمليات هي الوحيدة المسؤولة عن كل يلي سقطوا من جانب النظام؟ مو زابطة!

المجلس السوري الوطني

أما بالنسبة للمجلس، فكان في سؤال ضمن المقابلة كمان عن كيفية تشكيله ومدة رئاسة المجلس، وهي تفاصيل مهمة للي حابب يقرأها ويعرف تفاصيلها. بس أنا يلي بدي احكيه هون يعني مو نقطة لا عليه ولا إليه، لأنها على نسق النغم يلي متعودين عليه من زمان والذي يعتمد على مبدأ التسويف.

حيث قال أخونا بالله إن المجلس يعتزم الانفتاح قريباً لعدد إضافي من القوى السياسية الأخرى والشخصيات والأقليات من أجل تحسين التمثيل. حتى إنه شدد على موضوع الأقليات والنساء من حيث أنهم يجب أن يكونوا ممثّلين بشكل زائد ليتأكدوا من أنهم سيكونون شركاء حقيقيّن في المستقبل. وأكد أن الضامن الأكبر لمن هم من الأقليات بأنه لن يتم تهميشهم وإقصائهم عن المشهد السياسي، أو أسوأ، هو أنه في النظام السوري الجديد هؤلاء الأقليات، وغيرهم، لن يُنظر إليهم على هذا الأساس ولكن على أساس أنهم والجميع هم مواطنين سوريين بالدرجة الأولى والأخيرة.

بس هو حكى كلمة حلوة هون كمان واللي هي “إنو الهوية السورية تتعدى التقسيم الطائفي” في معرض سؤال عن الطوائف وكيفية نظر المجلس لها، وطرق معالجتها وعملية تمثيلها للحكومة المستقبلية. وكمان تم التطرق لموضوع الإسلام وهل سيتم الاعتماد على الشريعة الإسلامية، فأتى الجواب مناهضاً للطريقة الإيرانية ومدافعاً عن الطريقة التركية. حتى إن الغليون حدد “أن الجميع يريد أن يقلد النموذج التونسي، حيث قام حزب النهضة الذي قام على الرغم من فوزه بالانتخابات بتشكيل حكومة تكتل وطني”.

حمص

رح اتّطرق سريعاً لجوابه عن سؤال عما إذا كان ما يجري في حمص هو حرب طائفية أو لأ، فكان جوابه “لا يوجد حرب طائفية في حمص ولن يكون هناك حرب طائفية في سوريا. يوجد هناك بعض ردات الفعل السلبية، وهناك الكثير من التوتر، ولكن يوجد هناك عزيمة جبارة من جانب كل الأطراف من أجل ألا ننزلق باتجاه حرب طائفية”.

وما بدي وقف عند كثير نقط تانية مثل موضوع أجهزة الأمن وكيف مقترحين يتم التعامل معها وكيف شبّه أجهزة الأمن الموجودة حالياً بإنها أقرب لمليشيات مأجورة منها لأجهزة موجودة لحماية أمن الدولة من أعداء الدولة الحقيقيين، وغير ذلك. لأنو بدي أوصل للنقاط يلي خلتني أساساً فوت بهالقصة من أساسه وروح إقرأ شو حكى الأفندي بهالمقابلة. وهي النقاط بالتحديد هي موضوع إيران، حزب الله، وأمريكا.

العلاقة السورية الإيرانية

خلافاً لما تم تناقله وأكلو راسنا فيه إنو السيد غليون قال بدو يقطع العلاقات مع الجمهورية الإيرانية – وطبعاً هادول متل العادة ناس سمعوا من ناس تانيين قالولهم ناس تالتين عن شي سمعوه على الدنيا مثلاً!! المهم إنو غليون لما سُئل عن موضوع إيران قال أول كلمة إنو العلاقة مع إيران هي علاقة “أبنورمال – يعني مو طبيعية وحسب ترجمات أخرى تعني شاذة أو غير سوية”. وبعدها ركز مولانا المحترم على أولوية بناء العلاقات مع الدول العربية قبل أي دولة تانية، وعطى شوية أسباب لهالأولوية بيجوز ما اتفق أنا معها شخصياً.

بس لما رجع ختم جوابه عن هاد السؤال قال بالحرف الواحد الله وكيلكم ما بذل عليكم: “إن علاقتنا مع إيران سوف يتم إعادة النظر فيها مثلها مثل علاقتنا بأي دولة أخرى في المنطقة، وذلك على أساس التبادل الاقتصادي والمصالح الدبلوماسية، وذلك في إطار تحسين الاستقرار في المنطقة وليس في إطار أي علاقات خاصة. سوف لن يكون هناك علاقة خاصة مع إيران”. وهون بدي اقطع تتمة الجواب لعلق وقول إنو أنا شخصياً مو مع إيران ولا ضدها. يعني مو ضدها تماماً لإنو بصراحة ما صدقنا عالله لقينا دولة مثل العالم والناس تخلي الأميركان عايشين بقلق أو الإسرائيليين يمشوا ويطّلعوا وراهم. بس كمان أنا مو مع إيران تماماً، لإني على عكس كتير عالم هون بسوريا عندي أصدقاء كثير إيرانيين والأخبار يلي مو كثير بتّسر عن إيران جايبها منهم مو بس من القنوات المغرضة!! فبالتالي، أنا مع غليوننا إنو ما يكون في أي علاقة خاصة و إنو يكون في تقييم صحيح وإعادة نظر لعلاقتنا معهم وناخذ قرار حسب أولويات مزبوطة.

أما بالنسبة لتتمة الجواب، فهاد الجزء ممكن يحتمل أوجه مو نظيفة بس ما فيني اجّزم غير لينطلب منه يعطي تفاصيل أكثر. حيث أنه يتابع ليقول “إنو مو لازم يكون في تحالف عسكري أبداً (مع إيران)، بس اقتصادي”. هيك وبدون ما يعطي تفاصيل أكثر. يعني ما فهمت شو قصده تماماً ليش حتماً مو لازم يكون في تحالف عسكري – شو حرام يعني؟

بس المهم إنو ما نضل ناخذ الكباية من راس الماعون ونقول إنو الزلمة قال إنو ما رح يكون في علاقات مع إيران، ونقطة انتهى.

حزب الله

بالنسبة لحزب الله، فهو افتتح جوابه بنقطة مهمة ويلي هي موضوع علاقتنا بلبنان ويلي إنو لازم تبطل بالشكل يلي تعودنا عليه (وما في داعي لكثير تفاصيل هون). بس هو أساساً ما فات بكثير تفاصيل عن علاقتنا بحزب الله وبس قال إنو متل ما علاقتنا بإيران بدها تتغير بناء على إعادة النظر، كمان نفس الشي بالنسبة لحزب الله؛ ويلي هو أساساً رح يكون تحصيل حاصل برأيّ بناء على إعادة النظر بالعلاقة مع إيران.

بالنسبة إلي، أنا كنت متلي متل كتير من شباب البلد متحمس لهالجماعة كونهم مرمغوا أنف الإسرائيليين بالأرض. بس وقتها ما كانوا كثير دخلهم بالسياسة. ويمكن مشان هيك أنا وكثير ناس كنا متحمسين إلهم. بس من وقت ما فاتوا أكثر بالسياسة، وما عاد فهمنا شو بدهم وشو أهدافهم، تغيرت شوي القصص. وما بدي فوت بقصة ليش السيد حسن نصر الله حلل للبحرينيين يحتجّوا على النظام يلي حاكمهم بظلم وذل بس حرّم هالشي على السوريين. بس على الأقل، فيني قول إنو السيد حسن عم يتصرف – على ما يبدو – بطريقية براغماتيّة أكثر منها الطريقة المثالية يلي كان معودنا عليها سابقاً. ورح نكتفي بهالقدر من التعليق تجاه حزب الله مشان ما نغلط ونجحف بحق شخص وحزب كان إلهم دور مهم ومفضلين علينا وعلى كل العرب.

الولايات المتحدة الأمريكية

وأخيراً، بالنسبة لموضوع أمريكا، فهون في نقطة مهمة لصالح غليون.

السؤال كان عن الدور الأمريكي في سوريا. والغليون أكد إنه إذا الحل ما بده يكون سوري تماماً، فإن السوريين من الطبيعي يعطوا الأولوية للعرب الأشقاء ليساعدوا ويلعبوا الدور. وبعدها، كمل الجواب بدبلوماسية بس بحيث إنه يوصل النقطة للأمريكان بإنو شفنا شغلهم بالعراق ونحنا شاكرين جهودهم، بس يريحوا حالهم. وبالتالي، الزلمة ما حكى أي شي يدّل على إنو هو أداة بإيد الأميركان، ومثل ما قلنا سابقاً إنو الحكي ببلاش، بس كمان مو معقول نحاسبه على شي ما حكاه أصلاً.

 

الخلاصة، إنو التصريحات ليست كما تم وصفها من السوء إلا لمن يريد تبني رواية الإعلام الرسمي السوري بشكل أعمى. هنالك بعض النقاط التي يجب طلب إيضاحات أكثر عليها من المجلس لنستطيع الحكم، ولكن هناك الكثير من النقاط الإيجابية. ومع ذلك، أنا لست من المتحمسين للمجلس أو لشخص برهان غليون، ولكني كما قلت بداية، أؤمن بضرورة وجود خيارات أخرى فعالة وقابلة للتطبيق، وأنا أستطيع أن أقول أنه يوجد هنا بداية.. لإمكانية.. وجود.. احتمال.. خيار آخر.

From → The Uprising

2 Comments
  1. Layla permalink

    That is brilliant…

Leave a comment